طقوس دينية ومعتقدات غريبة
مهرجان "Thaipusam" – احتفال الألم في ماليزيا والهند
في هذا الاحتفال الهندوسي المخصص للإله "موروجا"، يقوم المشاركون بثقب أجسامهم بخطافات وسيوف وإبر حادة كنوع من التكفير عن الذنوب أو كناية عن الإخلاص. يُعدّ الألم الجسدي وسيلة للوصول إلى الصفاء الروحي، ويُعتقد أن المشاركين يدخلون في حالة من النشوة الروحية تحميهم من الإحساس بالألم. رؤية الموكب الضخم، مع أصوات الطبول ورائحة البخور، تترك في النفس مزيجًا من الدهشة والإعجاب وربما القلق.
سحر ضوء القمر
غالبًا ما تتخلل احتفالات ثايبوسام مواكب ليلية مبهرة، حيث يسير المصلون حاملين "الكافادي" المزينة بالألوان والزينة البراقة عبر الشوارع التي يغمرها ضوء القمر. المشهد أشبه بحفلة روحية تحت النجوم، نابضة بالإيمان والبريق في آنٍ واحد.
احتفال تايبوسام: حين يلتقي الإيمان بالتحدي في مهرجان روحي مدهش
في قلب الليالي الاستوائية، وتحت ضوء القمر المكتمل، يتجمع آلاف المصلين في موكب لا يشبه أي موكب آخر. إنّه احتفال تايبوسام، طقس ديني هندوسي يحتفي بإله الحرب "مورغان" أو "موروجا"، ويجسّد قمة التعبير عن التفاني، الطهارة، والتحدي الجسدي.
ما هو تايبوسام؟
يقام هذا المهرجان عادة في يناير أو فبراير، بالتزامن مع اكتمال القمر في الشهر التاميلي "تاي". يُعتبر مناسبة مقدّسة للمصلين التاميل حول العالم، خاصة في الهند، ماليزيا، سنغافورة، وسريلانكا، ويمتد تأثيره اليوم إلى الجاليات التاميلية في دول المهجر أيضًا.
يرتبط تايبوسام بأسطورة إله الحرب موروجا، الذي تلقّى رمحًا مقدّسًا من والدته الإلهة بارفاتي ليدمّر به قوى الشر. ولذلك، يحتفل به المصلون كشكل من أشكال التطهير والانتصار الروحي.
2. قفز الأطفال فوق الرُضّع – إسبانيا
في بلدة "كاستريّو دي مورسيا"، يُقام مهرجان غريب يُعرف باسم "إلت كولاشيو"، حيث يقفز رجال يرتدون زي الشياطين فوق الأطفال الرضّع الذين يوضعون على مراتب في الشارع. يُعتقد أن هذا الطقس يُطهّر الأطفال من الخطايا ويمنحهم الحماية من الأرواح الشريرة. على الرغم من غرابته، ما زال يُمارس سنويًا منذ قرون.
😈 من هو "كولاكو"؟
"كولاكو" هو شخصية رمزية تمثل الشيطان في الثقافة الشعبية الإسبانية. يرتدي المحتفلون زياً أحمر وأصفر، ويضعون قناعًا شيطانيًا مرعبًا، ويبدأون في التجول داخل القرية وسط موسيقى الطبول والصيحات، في طقس يرمز إلى طرد الأرواح الشريرة.
في قرية كاستريو دي مورسيا الواقعة شمال إسبانيا، يُقام كل عام مهرجان يُعد من أغرب الطقوس الشعبية في العالم، يُعرف باسم "إل كولاكو". تعود أصول هذا المهرجان الغريب إلى عام 1620، ويُعتقد أنه يمزج بين عناصر من التقاليد الكاثوليكية والوثنية.
خلال المهرجان، يظهر رجال يرتدون أزياءً حمراء وصفراء مع أقنعة تمثّل الشيطان، ويُطلق عليهم اسم "كولاكوس". يركض هؤلاء عبر شوارع القرية، يوجهون الإهانات للناس، ويضربونهم بذيل حصان مثبت على عصا، في مشهد فوضوي ومثير.
وعندما تُقرع الطبول التقليدية، إيذانًا بوصول من يُعرفون بـ"الأتاباليروس" – رجال يرتدون السواد ويُمثلون قوى الخير – تبدأ اللحظة الأهم في المهرجان: "قفزة الشيطان".
في هذه اللحظة، يُمدد الأطفال الرضّع على مراتب خاصة في صفوف، ثم يقوم "كولاكو" بالقفز فوقهم، في قفزة يُعتقد أنها تطهرهم من الخطيئة الأصلية وتحميهم من الشر طوال حياتهم.
الغاية من هذا الطقس غير المألوف هي تطهير الأطفال حديثي الولادة من الخطايا، وتحصينهم ضد الأرواح الشريرة، وذلك عبر سلسلة من المشاهد الرمزية التي تثير الدهشة وتثير الجدل في الوقت نفسه.
زواج الأشجار – الهند
5. تقاليد الدفن في "توراجا" – إندونيسيا
في منطقة "توراجا"، لا يُدفن الميت مباشرة. بل يُحتفظ بجثته في البيت، أحيانًا لسنوات، ويُعامل كأنه حيّ – يُقدم له الطعام والحديث. حين يحين وقت الدفن، يُقام احتفال كبير قد يستمر لأيام، ويُذبح فيه عدد هائل من الجواميس
في أعالي جبال جزيرة سولاويزي الإندونيسية، تعيش قبيلة تُدعى توراجا، تشتهر بطقوس جنائزية تُعد من الأغرب والأكثر تعقيدًا على وجه الأرض. الموت بالنسبة لهم ليس نهاية، بل مجرد مرحلة انتقالية، ولذلك لا يُعامل المتوفى كجثة، بل كشخص مريض ما زال يعيش بين أهله. بعد الوفاة، يتم حقن الجثة بمادة الفورمالين لمنع التحلل، ويظل الميت في منزله لأسابيع أو حتى سنوات، حيث يقدم له أفراد العائلة الطعام والماء يوميًا ويتحدثون إليه كأنه حي. هذا الوضع يستمر إلى أن تجمع العائلة المبلغ اللازم لإقامة جنازة تليق بالمكانة الاجتماعية للراحل، وهي ليست مجرد جنازة، بل احتفال ضخم قد يستمر خمسة أيام أو أكثر، وتتخلله طقوس الذبح الجماعي للجواميس والخنازير، وتقديم الأطعمة، وتنظيم الرقصات والصلوات، بتكلفة قد تتجاوز 200 مليون روبية للفقراء، وتصل إلى مليار روبية للأغنياء.
ما يثير الذهول أكثر هو طريقة دفن الأطفال، حيث يتم دفن الرضع داخل تجاويف محفورة في جذوع الأشجار، اعتقادًا بأن الشجرة ستنمو وتحتضن روح الطفل إلى الأبد. أما الكبار، فتوضع جثثهم في كهوف جبلية، وتُعلّق توابيتهم على الصخور، وأمام بعضها توضع تماثيل خشبية صغيرة تُدعى "تاو تاو"، تشبه الميت في شكله وملامحه، وكأنها تراقب المكان وتحرسه.
وإذا كنت تعتقد أن هذا هو أغرب ما في الأمر، فانتظر حتى تعرف عن طقس يُدعى "ما نيني"، حيث تعمد العائلات إلى إخراج جثث موتاها من القبور بعد مرور عدة سنوات، ثم يقومون بتنظيفها، وتغيير ملابسها، وتصويرها من جديد قبل إعادتها إلى مثواها. يتم ذلك كله دون رهبة، بل بمشاعر الحنين والوفاء والاحترام.
ورغم أن هذه التقاليد قد تبدو صادمة بالنسبة لكثير من الثقافات، فإنها تعكس علاقة فريدة تربط الإنسان بالموت، وتُجسّد فلسفة تعتبر الرحيل مجرد انتقال، لا نهاية. طقوس توراجا تذكّرنا بأن التعامل مع الموت يمكن أن يكون مليئًا بالحب والكرامة، حتى وإن بدت مظاهره غريبة أو مخيفة في نظر الآخرين.
في منطقة "توراجا"، لا يُدفن الميت مباشرة. بل يُحتفظ بجثته في البيت، أحيانًا لسنوات، ويُعامل كأنه حيّ – يُقدم له الطعام والحديث. حين يحين وقت الدفن، يُقام احتفال كبير قد يستمر لأيام، ويُذبح فيه عدد هائل من الجواميس
في أعالي جبال جزيرة سولاويزي الإندونيسية، تعيش قبيلة تُدعى توراجا، تشتهر بطقوس جنائزية تُعد من الأغرب والأكثر تعقيدًا على وجه الأرض. الموت بالنسبة لهم ليس نهاية، بل مجرد مرحلة انتقالية، ولذلك لا يُعامل المتوفى كجثة، بل كشخص مريض ما زال يعيش بين أهله. بعد الوفاة، يتم حقن الجثة بمادة الفورمالين لمنع التحلل، ويظل الميت في منزله لأسابيع أو حتى سنوات، حيث يقدم له أفراد العائلة الطعام والماء يوميًا ويتحدثون إليه كأنه حي. هذا الوضع يستمر إلى أن تجمع العائلة المبلغ اللازم لإقامة جنازة تليق بالمكانة الاجتماعية للراحل، وهي ليست مجرد جنازة، بل احتفال ضخم قد يستمر خمسة أيام أو أكثر، وتتخلله طقوس الذبح الجماعي للجواميس والخنازير، وتقديم الأطعمة، وتنظيم الرقصات والصلوات، بتكلفة قد تتجاوز 200 مليون روبية للفقراء، وتصل إلى مليار روبية للأغنياء.
ما يثير الذهول أكثر هو طريقة دفن الأطفال، حيث يتم دفن الرضع داخل تجاويف محفورة في جذوع الأشجار، اعتقادًا بأن الشجرة ستنمو وتحتضن روح الطفل إلى الأبد. أما الكبار، فتوضع جثثهم في كهوف جبلية، وتُعلّق توابيتهم على الصخور، وأمام بعضها توضع تماثيل خشبية صغيرة تُدعى "تاو تاو"، تشبه الميت في شكله وملامحه، وكأنها تراقب المكان وتحرسه.
وإذا كنت تعتقد أن هذا هو أغرب ما في الأمر، فانتظر حتى تعرف عن طقس يُدعى "ما نيني"، حيث تعمد العائلات إلى إخراج جثث موتاها من القبور بعد مرور عدة سنوات، ثم يقومون بتنظيفها، وتغيير ملابسها، وتصويرها من جديد قبل إعادتها إلى مثواها. يتم ذلك كله دون رهبة، بل بمشاعر الحنين والوفاء والاحترام.
ورغم أن هذه التقاليد قد تبدو صادمة بالنسبة لكثير من الثقافات، فإنها تعكس علاقة فريدة تربط الإنسان بالموت، وتُجسّد فلسفة تعتبر الرحيل مجرد انتقال، لا نهاية. طقوس توراجا تذكّرنا بأن التعامل مع الموت يمكن أن يكون مليئًا بالحب والكرامة، حتى وإن بدت مظاهره غريبة أو مخيفة في نظر الآخرين.
6. طقوس كسر الصحون قبل الزواج – ألمانيا
في ألمانيا، هناك عادة تُعرف باسم "Polterabend"، حيث يجتمع الأصدقاء والعائلة ليلة الزفاف ويكسرون الصحون والسيراميك أمام منزل العروسين لجلب الحظ وطرد الأرواح الشريرة. على الزوجين تنظيف كل شيء كرمز للتعاون.
عادة كسر البلاط في حفلات الزفاف هي واحدة من أغرب وأمتع العادات الألمانية، وتُعرف محليًا باسم "Polterabend"، وهي تقليد راسخ يُمارس في الليلة التي تسبق الزفاف. في هذا الطقس الغريب والمليء بالحيوية، يتجمّع أقارب العروسين وأصدقاؤهم في منزل العروس أو في ساحة خارجية، ويبدؤون بكسر كل ما تصل إليه أيديهم: الأطباق، البلاط، المرايا، وحتى المراحيض القديمة أحيانًا!
الهدف من هذا المشهد الفوضوي ليس التخريب، بل يُعتقد أن كسر الأشياء الخزفية يطرد الأرواح الشريرة ويجلب الحظ السعيد للزوجين. والغريب في الأمر أن هذه الفوضى لا تنتهي بمجرد انتهاء الكسر، بل تأتي اللحظة الأكثر رمزية حين يُطلب من العروسين تنظيف كل ذلك معًا – يدًا بيد – كنوع من التدريب الرمزي على التعاون، وتحمل المسؤولية المشتركة في حياتهما الجديدة.
لا يُسمح بكسر الزجاج، لأن الألمان يعتقدون أن الزجاج يحمل الحظ، لذلك يُستثنى من هذا الطقس. وهكذا تتحوّل الفوضى والضجيج إلى طقس مبهج يحمل في طياته معاني عميقة من الشراكة والدعم المتبادل.
في ألمانيا، هناك عادة تُعرف باسم "Polterabend"، حيث يجتمع الأصدقاء والعائلة ليلة الزفاف ويكسرون الصحون والسيراميك أمام منزل العروسين لجلب الحظ وطرد الأرواح الشريرة. على الزوجين تنظيف كل شيء كرمز للتعاون.
عادة كسر البلاط في حفلات الزفاف هي واحدة من أغرب وأمتع العادات الألمانية، وتُعرف محليًا باسم "Polterabend"، وهي تقليد راسخ يُمارس في الليلة التي تسبق الزفاف. في هذا الطقس الغريب والمليء بالحيوية، يتجمّع أقارب العروسين وأصدقاؤهم في منزل العروس أو في ساحة خارجية، ويبدؤون بكسر كل ما تصل إليه أيديهم: الأطباق، البلاط، المرايا، وحتى المراحيض القديمة أحيانًا!
الهدف من هذا المشهد الفوضوي ليس التخريب، بل يُعتقد أن كسر الأشياء الخزفية يطرد الأرواح الشريرة ويجلب الحظ السعيد للزوجين. والغريب في الأمر أن هذه الفوضى لا تنتهي بمجرد انتهاء الكسر، بل تأتي اللحظة الأكثر رمزية حين يُطلب من العروسين تنظيف كل ذلك معًا – يدًا بيد – كنوع من التدريب الرمزي على التعاون، وتحمل المسؤولية المشتركة في حياتهما الجديدة.
لا يُسمح بكسر الزجاج، لأن الألمان يعتقدون أن الزجاج يحمل الحظ، لذلك يُستثنى من هذا الطقس. وهكذا تتحوّل الفوضى والضجيج إلى طقس مبهج يحمل في طياته معاني عميقة من الشراكة والدعم المتبادل.