سيارات بنتلي الهجينة الجديدة: أقل قوة... لكنها لا تزال قوية وفاخرة
لطالما ارتبط اسم "بنتلي" بالفخامة الفائقة والقوة الجبارة والأداء العالي الذي لا يُضاهى، لكن مع تغيّر ملامح صناعة السيارات عالميًا وتوجهها نحو الطاقة النظيفة، بدأت بنتلي في اتخاذ خطوات جادة نحو المستقبل. واحدة من أبرز تلك الخطوات هي تقديم طرازات هجينة جديدة تقل فيها القوة قليلاً مقارنة بنظيراتها المزودة بمحركات الوقود التقليدي، لكنها مع ذلك ما تزال تحتفظ بجوهرها المتمثل في الفخامة، الأداء، والحضور القوي على الطريق.
التحوّل نحو الهجين: نهج بنتلي المستقبلي
في إطار خطتها الطموحة للتحول إلى علامة تجارية كهربائية بالكامل بحلول عام 2030، بدأت بنتلي بإطلاق نُسخ هجينة من أشهر طرازاتها مثل "بنتايجا" و"فلاينغ سبير". وتستخدم بنتلي في هذه النماذج نظام دفع هجين يجمع بين محرك بنزين تقليدي ومحرك كهربائي، لتوفر بذلك توازناً بين الأداء العالي والكفاءة البيئية.
صحيح أن بعض هذه النسخ الهجينة تأتي بقوة أقل من الإصدارات المزودة بمحركات V8 أو W12، لكن أداءها لا يزال يضعها في صدارة السيارات الفاخرة القوية. وفي الواقع، تبيّن أن السيارات الهجينة من بنتلي ليست مجرد محاولة لتقليل الانبعاثات، بل تجربة قيادة راقية مع لمسة عصرية تلائم احتياجات السوق اليوم.
بنتلي بنتايجا هايبرد: التوازن المثالي بين الأداء والراحة
بنتايجا الهجينة هي واحدة من أبرز سيارات الدفع الرباعي الفاخرة الهجينة في السوق. تأتي هذه السيارة مزوّدة بمحرك V6 سعة 3.0 لتر يعمل بالبنزين، إلى جانب محرك كهربائي قوي، ليقدما معًا قوة إجمالية تقارب 443 حصانًا. قد تكون هذه القوة أقل من إصدار V8 الذي يولد أكثر من 540 حصانًا، لكنها كافية تمامًا لدفع السيارة من 0 إلى 100 كم/س في أقل من 5.5 ثوانٍ، وهو رقم مثير للإعجاب بالنسبة لسيارة SUV ثقيلة وفاخرة بهذا الحجم.
إضافة إلى الأداء، توفر بنتايجا الهجينة مدى كهربائيًا نقيًا يصل إلى حوالي 40 كم، مما يتيح للسيارة التنقل داخل المدن بدون أي انبعاثات. وقد أظهرت اختبارات الاستخدام اليومي أن معظم أصحاب هذا النوع من السيارات يستخدمون الوضع الكهربائي في تنقلاتهم القصيرة بنسبة تصل إلى 80٪ من الوقت، مما يعكس فعالية النظام الهجين في تقليل استهلاك الوقود.
فلاينغ سبير هايبرد: الفخامة الهادئة
لا تقل "فلاينغ سبير" الهجينة جاذبية عن بنتايجا، بل تضيف إلى المعادلة طابع السيدان الفاخر الموجه لمن يعشق القيادة أو الجلوس في المقاعد الخلفية. تأتي هذه النسخة بمحرك مشابه – V6 مزود بشاحن توربيني ومحرك كهربائي – وتقدم قوة كلية تقارب 536 حصانًا، وهو رقم أعلى من بنتايجا الهجينة، وأقرب إلى إصدار V8 من فلاينغ سبير.
ما يميز فلاينغ سبير الهجينة ليس فقط الأداء، بل التجربة السلسة والهادئة التي تقدمها. فعند القيادة في الوضع الكهربائي، تتحرك السيارة بصمتٍ تام، مما يعزز الشعور بالرفاهية داخل المقصورة المعزولة والمزودة بأفضل مواد التشطيب والتقنيات الحديثة.
القوة ليست فقط في الأرقام
قد ينظر البعض إلى الأرقام ويظنون أن تقليل عدد الأحصنة يعني ضعفًا في الأداء، لكن الواقع يختلف تمامًا مع بنتلي. فطريقة توزيع القوة، وعزم الدوران الفوري الذي يوفره المحرك الكهربائي، يجعل السيارة تستجيب بسرعة وانسيابية. كذلك، يتيح النظام الهجين اختيار أنماط قيادة متعددة، من القيادة الكهربائية الصامتة، إلى النمط الرياضي الذي يجمع بين المحركين لتقديم تسارع حاد واستجابة قوية.
وهذا التوازن بين الأداء والكفاءة لا يقدمه العديد من المنافسين بنفس الجودة والاتقان. فبنتلي لا تزال تحافظ على شخصيتها القوية، وتنجح في دمج التكنولوجيا النظيفة دون التنازل عن الجوهر الذي يميزها عن باقي العلامات.
التصميم: توقيع بنتلي الراقي لا يتغير
سواء من الخارج أو الداخل، لم تُغيّر بنتلي كثيرًا في تصميم طرازاتها الهجينة مقارنة بالنسخ التقليدية. فالهيكل الخارجي يحتفظ بوقاره وأناقة تفاصيله، مع إضافة بعض العلامات التي تدل على أن السيارة هجينة مثل الشعار الجانبي أو منفذ الشحن. أما المقصورة، فهي عالم من الفخامة المطلقة، تجمع بين الجلود الطبيعية والخشب المصقول والمعدن المصقول بعناية يدوية، مع شاشة وسطية متطورة ونظام معلومات وترفيه متكامل.
القيادة المستدامة... بأسلوب بنتلي
لا شك أن دخول بنتلي عالم السيارات الهجينة يغيّر الصورة النمطية عن السيارات الكهربائية أو الهجينة. فبدلًا من تقديم سيارة "خضراء" ضعيفة الأداء، قدّمت بنتلي مفهومًا جديدًا للفخامة المستدامة: قيادة راقية، أداء قوي، وصوت هادئ، كل ذلك ضمن إطار تصميم يليق باسمها العريق.
ومع الإعلان عن نية الشركة طرح أول سيارة كهربائية بالكامل في السنوات القادمة، يبدو أن هذه الطرازات الهجينة تمهّد الطريق لمستقبل بنتلي، لكنها في الوقت نفسه لا تُشعرك أنك تتنازل عن متعة القيادة أو هيبة الاسم.
الخلاصة
سيارات بنتلي الهجينة الجديدة قد تكون "أقل قوة" على الورق مقارنة بالإصدارات التي تعمل بمحركات وقود تقليدية، لكنها لا تزال قوية بمعايير الأداء والفخامة والرفاهية. إنها تمثل خطوة ذكية نحو المستقبل، تجمع بين التكنولوجيا النظيفة والحرفية التقليدية الفائقة. وفي وقت تتسابق فيه الشركات نحو تقليل الانبعاثات، تبقى بنتلي وفيّة لهويتها، وتُثبت أن الرقي لا يجب أن يكون على حساب المتعة، بل يمكنه أن يتطور معها.
هل تحب أضيف فقرة خاصة عن موعد طرح الطراز الكهربائي بالكامل من بنتلي أو مقارنة بينها وبين سيارات هجينة من ماركات أخرى مثل رولز رويس أو بورشه؟
توقعات مستقبلية وأداء بنتلي المالي
رغم التقدّم الملحوظ الذي تحققه بنتلي في مسيرتها نحو التحول الكهربائي، لا تزال التحديات قائمة في سوق السيارات الكهربائية. في هذا السياق، يرى الرئيس التنفيذي لشركة بنتلي، أدريان هولمارك، وخلفه لاحقًا في تصريحات نُسبت إلى الإدارة، ومن ضمنهم واليسر، أن الطلب العالمي على السيارات الكهربائية يمر بفترة "ركود مؤقت". ومع ذلك، يتوقع الخبراء داخل الشركة أن يعود الطلب للارتفاع مجددًا خلال السنوات المقبلة، مع تزايد وعي المستهلكين واكتسابهم خبرة أوسع في التعامل مع السيارات الكهربائية وأنظمة الشحن.
لكن واليسر أشار أيضًا إلى أن التنبؤ بمسار هذا السوق لا يزال صعبًا. فالعوامل المؤثرة كثيرة ومتقلبة، تشمل التكنولوجيا، البنية التحتية، السياسات الحكومية، وتغير أولويات العملاء. كل هذه الأمور تجعل من الصعب تحديد وتيرة النمو بدقة، رغم أن الاتجاه العام يُظهر تبنيًا متزايدًا لتقنيات القيادة المستدامة حول العالم.
تأتي هذه التصريحات بعد أن أعلنت بنتلي عن عام رابع على التوالي من "الربحية العالية"، والسادس على التوالي من تحقيق الأرباح، وهو إنجاز مهم في ظل المتغيرات العنيفة التي يشهدها قطاع السيارات عالميًا. لكن، وعلى الرغم من الاستمرار في تحقيق الأرباح، فإن بنتلي سجلت انخفاضًا في الأرباح التشغيلية بنسبة 37% على أساس سنوي، حيث وصلت إلى 373 مليون جنيه إسترليني.
وأرجعت الشركة هذا التراجع إلى عدة عوامل رئيسية، أبرزها التحديات العالمية التي شهدها عام 2024، إضافة إلى توقف واستبدال ثلاثة من خطوط إنتاج النماذج الأربعة الرئيسية، في إطار الاستعداد لإطلاق طرازات جديدة، أكثر توافقًا مع استراتيجيتها المستقبلية.
هذه المؤشرات تعكس بوضوح أن بنتلي تمر بمرحلة انتقالية دقيقة، تمهد خلالها الطريق لتحول شامل نحو التنقل الكهربائي، دون التنازل عن جوهر علامتها: الفخامة، الأداء، والتميز. وبينما يتراجع الأداء المالي بعض الشيء على المدى القصير، فإن الرؤية المستقبلية تظل إيجابية، وتُبشّر بمرحلة جديدة ومزدهرة مع اقتراب موعد إطلاق أول سيارة كهربائية بالكامل بحلول 2026.