ألفابت تقترب من إتمام أكبر صفقة استحواذ في تاريخها
foryuo_gaming
مارس 18, 2025
0
ألفابت تقترب من إتمام أكبر صفقة استحواذ في تاريخها
ألفابت تقترب من إتمام أكبر صفقة استحواذ في تاريخها لتعزيز هيمنتها في الأمن السيبراني
تواصل شركة "ألفابت"، المالكة لمحرك البحث العالمي "غوغل"، دفع حدود توسعها في مجال الأمن السيبراني، إذ تشير تقارير حديثة إلى اقترابها من إتمام صفقة استحواذ تاريخية على شركة "ويز" الناشئة، بقيمة تقدر بنحو 30 مليار دولار. وإذا تمت الصفقة، فستكون الأكبر على الإطلاق في تاريخ "ألفابت"، وهو ما يعكس الأهمية المتزايدة للأمن المعلوماتي في عصر الحوسبة السحابية والذكاء الاصطناعي، ويؤكد رغبة الشركة في ترسيخ مكانتها كقوة رئيسية في الفضاء الرقمي الآمن.
خلفية الصفقة وتطورها
أفادت صحيفة "وول ستريت جورنال" أن المحادثات بين الطرفين وصلت إلى مراحل متقدمة للغاية، ومن المرجح الإعلان عن الصفقة في وقت قريب إذا لم تظهر عقبات مفاجئة، مثل تلك التي عطلت محادثات سابقة. ويُذكر أن "ويز" رفضت في يوليو 2024 عرضًا سابقًا من "ألفابت" للاستحواذ عليها مقابل 23 مليار دولار، بسبب مخاوف مرتبطة بقوانين مكافحة الاحتكار، وضغوط من مستثمرين كانوا يفضلون المضي قدمًا في خطة إدراج أسهم الشركة في البورصة.
في ذلك الوقت، قررت "ويز" المضي قدمًا في خطتها للطرح العام الأولي، لكنها لم تنجح في تنفيذ تلك الخطة خلال العام الماضي بسبب اضطرابات السوق، وزيادة الحذر من جانب المستثمرين. ومع استمرار التحديات، عادت الشركة إلى مائدة المفاوضات مع عدد من المشترين المحتملين، لتستأنف محادثاتها مع "ألفابت"، التي قدمت عرضًا أعلى وأكثر مرونة.
نمو لافت لشركة "ويز"
تأسست "ويز" قبل عدة سنوات، وسرعان ما صعدت لتصبح من أبرز الشركات الناشئة في قطاع الأمن السيبراني، بفضل تركيزها على حلول الأمن السحابي الذكي. وبلغت إيراداتها السنوية المتكررة نحو 350 مليون دولار، مدعومة بتقديم خدماتها لمجموعة واسعة من الشركات الكبرى مثل "سيلز فورس"، "بي إم دبليو"، و"مارس"، مما يعكس حجم الطلب المتزايد على منتجاتها وخدماتها.
تعتمد "ويز" على تقنيات مبتكرة تسهل عمليات الأمان في بيئات الحوسبة السحابية، مما يسمح للمؤسسات بمراقبة وتأمين بياناتها بسهولة، والتكيف مع بيئات العمل متعددة السُحُب. هذا التوجه ينسجم مع الاتجاهات العالمية المتزايدة نحو استخدام السُحُب المتعددة (Multi-cloud) والذكاء الاصطناعي، ويتماشى مع احتياجات الشركات التي تبحث عن حلول أكثر ذكاءً ومرونة.
تصريحات ساندر بيتشاي حول مستقبل الأمن السحابي
وفي تأكيد على أهمية هذه الخطوة، صرّح ساندر بيتشاي، الرئيس التنفيذي لشركة "غوغل"، في بيان رسمي صدر اليوم الثلاثاء، قائلاً: "تبحث الشركات والحكومات التي تعمل في السحابة اليوم عن حلول أمنية أقوى، وخيارات أوسع من مزودي خدمات الحوسبة السحابية."
وأشار إلى أن "غوغل كلاود" و"ويز" سيعملان معًا على "تحسين الأمن السحابي بشكل كبير، وتعزيز إمكانية استخدام سحابات متعددة"، في إشارة واضحة إلى نية "غوغل" لتقديم منظومة متكاملة تعزز الأمان وسهولة الوصول، وتدعم التوسع في استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي والحوسبة السحابية بصورة آمنة.
تحديات تنظيمية محتملة رغم الطموحات الكبيرة لـ"ألفابت"، إلا أن الصفقة قد تواجه تدقيقًا شديدًا من قبل الجهات التنظيمية، خاصة سلطات مكافحة الاحتكار في الولايات المتحدة وأوروبا. فقد شددت تلك الجهات خلال السنوات الأخيرة قبضتها على صفقات استحواذ الشركات الكبرى، لمنع تكريس الاحتكار، وضمان وجود بيئة تنافسية عادلة، لا سيما في القطاعات الاستراتيجية مثل الأمن السيبراني.
وقد يكون نجاح الصفقة مرهونًا بقدرة "ألفابت" على إقناع الجهات المنظمة بأن الاستحواذ سيعزز الأمن الرقمي دون الإضرار بالتنافسية أو خيارات المستخدمين. وستشكل الصفقة اختبارًا مهمًا لمواقف المنظمين تجاه استحواذات الشركات الكبرى على شركات ناشئة مبتكرة. تعزيز ريادة غوغل في الأمن السيبراني تأتي هذه الصفقة المحتملة بعد استحواذ "غوغل" في عام 2022 على شركة "ماندينت" مقابل 5.4 مليار دولار، ما يعكس استراتيجية طويلة المدى لتعزيز الحضور في سوق الأمن السيبراني، خاصة في ظل التهديدات المتزايدة والهجمات الرقمية المعقدة.
وتسعى "ألفابت" إلى تقوية ذراع "غوغل كلاود"، الذي أصبح ركيزة أساسية لنمو الشركة في المستقبل، في وقت تتراجع فيه معدلات نمو إيرادات الإعلانات الرقمية، التي ظلت المصدر الرئيسي لدخل الشركة لعقود. تأثير متوقع على المنافسين إذا تم إتمام الصفقة، فسيكون لها تأثير مباشر على المنافسين الرئيسيين مثل "أمازون" (AWS) و"مايكروسوفت" (Azure)، اللتين تتنافسان بشدة مع "غوغل" في سوق الحوسبة السحابية. وقد تجبر هذه الصفقة المنافسين على إعادة تقييم استراتيجياتهم الأمنية، وربما الدخول في صفقات مماثلة لتعزيز قدراتهم. تمثل صفقة "ويز" المحتملة نقطة تحول ليس فقط لشركة "ألفابت"، بل لسوق الأمن السيبراني العالمي بأكمله. فهي لا تعكس فقط طموحات شركة تكنولوجية عملاقة لتوسيع نفوذها، بل تكشف أيضًا عن التغيرات العميقة في أولويات الصناعة، حيث أصبح الأمن السيبراني والحوسبة السحابية والذكاء الاصطناعي حجر الأساس في الاقتصاد الرقمي الجديد.